سبب وخز الأناناس
فريق الغذاء ·
يعتبر الأناناس من الفواكه الاستوائية المحبوبة حول العالم، بفضل طعمه الحلو والمنعش وفوائده الصحية العديدة. لكن العديد من الأشخاص الذين يتناولون الأناناس قد يلاحظون شعورًا غير مريح بالوخز أو اللسعة في الفم. هذا الشعور قد يكون مزعجًا للبعض، مما يدفعهم للتساؤل عن السبب وراء هذه الظاهرة غير العادية.
في الواقع، يعود السبب الرئيسي لهذا الوخز إلى وجود إنزيم خاص في الأناناس يُعرف باسم البروميلين. هذا الإنزيم هو السبب الرئيسي وراء الشعور المزعج، ويعمل عن طريق تحلل البروتينات في الفم. في هذا المقال، سنستكشف كيفية عمل البروميلين، ولماذا يسبب هذا الوخز، وكيف يمكن تقليل أو تجنب هذا الشعور إذا كان يسبب لك الإزعاج.
ما هو البروميلين؟
البروميلين هو إنزيم طبيعي موجود في الأناناس، وهو جزء من مجموعة الإنزيمات التي تُحلل البروتينات إلى مكونات أصغر مثل الأحماض الأمينية. يوجد البروميلين في جميع أجزاء الأناناس، لكن تركيزه يكون أعلى في الجذع واللب المركزي للثمرة.
هذا الإنزيم هو ما يجعل الأناناس مميزًا عن العديد من الفواكه الأخرى. عند تناول الأناناس، يبدأ البروميلين في تكسير البروتينات الموجودة في الفم، بما في ذلك الأغشية المخاطية والبروتينات الموجودة على سطح اللسان وسقف الفم. هذا التفاعل الكيميائي هو الذي يسبب الشعور بالوخز أو اللسعة. بشكل بسيط، يمكن القول إن البروميلين "يهضم" بعض البروتينات في فمك مؤقتًا، وهذا يفسر الإحساس غير المريح الذي يشعر به البعض.
كيف يعمل البروميلين؟
البروميلين يعمل كمادة تحلل البروتينات أو "بروتياز"، وهو نوع من الإنزيمات التي تكسر البروتينات إلى أجزاء أصغر. عندما تأكل الأناناس، يبدأ البروميلين في العمل على تحلل البروتينات في فمك، بما في ذلك الأغشية المخاطية التي تحمي الفم. هذا يؤدي إلى الشعور بالوخز أو اللسعة الذي قد يكون غير مريح.
بالرغم من أن البروميلين يبدو وكأنه يهاجم الفم، إلا أن هذا الشعور مؤقت. الفم يحتوي على خلايا تتجدد بسرعة، ولهذا فإن التلف البسيط الناتج عن عمل البروميلين يتم إصلاحه بسرعة. هذا الشعور يختفي عادة بعد فترة قصيرة من تناول الأناناس، ولا يترك أي آثار طويلة الأمد.
لماذا لا يحدث هذا مع الفواكه الأخرى؟
ما يجعل الأناناس فريدًا في هذا السياق هو احتواؤه على إنزيم البروميلين بكميات كبيرة. معظم الفواكه الأخرى لا تحتوي على إنزيمات تحلل البروتينات بنفس القدر أو الفعالية. لذلك، لا نشعر بهذا الوخز عند تناول التفاح أو البرتقال أو الموز. البروميلين يجعل الأناناس فريدًا بقدرته على التأثير في البروتينات في الفم، مما يسبب الشعور الذي لا نواجهه مع الفواكه الأخرى.
كيف يمكن تقليل الشعور بالوخز؟
إذا كان الشعور بالوخز عند تناول الأناناس يزعجك، هناك عدة طرق يمكنك اتباعها لتقليل هذا الشعور أو التخلص منه تمامًا:
1- طهي الأناناس:
واحدة من أسهل الطرق لتقليل تأثير البروميلين هي طهي الأناناس. عملية الطهي تعطل نشاط الإنزيم وتمنعه من تحلل البروتينات في الفم. يمكنك طهي الأناناس من خلال شويه أو خبزه أو إضافته إلى أطباق مطهية.
2- نقع الأناناس في ماء مملح :
من الطرق الشائعة لتقليل الوخز هو نقع الأناناس في ماء مملح لبضع دقائق قبل تناوله. الملح يعمل على **تحييد بعض تأثيرات البروميلين، مما يقلل الشعور باللسعة.
3- اختيار الأناناس الناضج :
كلما كان الأناناس ناضجًا، كلما كان محتوى البروميلين فيه أقل. إذا كنت تعاني من الشعور بالوخز بشكل مزعج، جرب تناول الأناناس عندما يكون ناضجًا تمامًا، حيث قد يكون هذا كافيًا لتقليل تأثير البروميلين.
4- إزالة اللب المركزي :
الجزء المركزي من الأناناس، الذي يُعرف باللب، يحتوي على أعلى تركيز من البروميلين. إزالة هذا الجزء من الثمرة قد يساعد في تقليل الشعور بالوخز.
فوائد البروميلين الصحية
على الرغم من أن البروميلين قد يسبب الشعور بالوخز في الفم، إلا أنه له العديد من الفوائد الصحية. يُستخدم البروميلين كمكمل غذائي في بعض الحالات بسبب قدرته على تعزيز الهضم وتقليل الالتهابات. كما يُعتقد أن له تأثيرات مضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا في علاج بعض الحالات مثل التهاب المفاصل أو إصابات الأنسجة.
الخاتمة
الشعور بالوخز الذي يحدث عند تناول الأناناس هو نتيجة مباشرة لوجود إنزيم البروميلين، الذي يقوم بتكسير البروتينات في الفم. على الرغم من أن هذا الشعور قد يكون مزعجًا لبعض الأشخاص، إلا أنه غير ضار تمامًا ويختفي بسرعة بعد تناول الأناناس. إذا كنت ترغب في تقليل هذا الشعور، يمكنك تجربة طهي الأناناس أو نقعه في ماء مملح أو اختيار ثمار ناضجة. ورغم هذا الوخز، فإن الأناناس يبقى من الفواكه اللذيذة والمفيدة صحيًا، بفضل محتواه الغني بالفيتامينات والمعادن والإنزيمات التي تعزز الصحة العامة.