يعتبر الآيس كريم من الحلويات الشهية التي تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، لكن هل تساءلتم يومًا عن أصول هذا الحلوى الباردة؟ تعالوا معنا لاكتشاف قصة أول آيس كريم في العالم وكيف تطور ليصبح ما نعرفه ونحبه اليوم.

الآيس كريم، هذه الحلوى المنعشة التي نلجأ إليها في أيام الصيف الحارة، لها تاريخ طويل ومعقد يعود إلى آلاف السنين. من الرومان القدماء إلى الصين القديمة، استخدمت الثقافات المختلفة المكونات المتاحة لتصنيع حلوى باردة تشبه الآيس كريم الحديث. لكن، أين ومتى بدأ كل شيء؟

الأصول القديمة

تعود أقدم الإشارات إلى حلوى مشابهة للآيس كريم إلى الصين القديمة، حيث تشير السجلات إلى أن الإمبراطور تانج من سلالة شانج (618-697 م) كان لديه وصفة لمزيج من الحليب والأرز المتجمد باستخدام الثلج. استخدم الصينيون تقنية حفظ الثلج في حفر عميقة للحفاظ على المكونات باردة.

في الإمبراطورية الرومانية، كان الإمبراطور نيرو يستمتع بحلوى باردة مصنوعة من الثلج المجلوب من الجبال المجاورة والممزوجة بالعسل والفواكه. رغم أن هذه الأطعمة لم تكن تشبه الآيس كريم تمامًا، إلا أنها كانت تقدم فكرة عن استخدام الثلج لتحضير حلوى باردة.

التطور في الشرق الأوسط وأوروبا

انتقلت فكرة صنع حلوى باردة إلى الشرق الأوسط، حيث قام العرب بتحسين الوصفة وأضافوا السكر والفاكهة والنكهات المختلفة، مما أدى إلى اختراع الشربات (sherbet) والثلج المحلى. العرب هم أول من استخدم السكر كعنصر أساسي في صناعة الحلويات الباردة.

في القرن الثالث عشر، عندما عاد الرحالة ماركو بولو من رحلاته إلى الشرق الأقصى، يُقال إنه جلب معه وصفة لصنع حلوى باردة تشبه الآيس كريم إلى إيطاليا. هذه الوصفة تطورت لاحقًا في أوروبا خلال عصر النهضة، حيث أصبح الآيس كريم مشهورًا بين النبلاء والأثرياء.

الآيس كريم الحديث

خلال القرن السابع عشر، انتشرت وصفات الآيس كريم في فرنسا وإنجلترا. يُعتبر "كريم الجليد" أو "آيس كريم" كما نعرفه اليوم، قد وُلد في فرنسا في تلك الفترة. قدم الشيف الفرنسي الشهير فرانشيسكو بروفوميو وصفة تُعد من أقدم الوصفات المكتوبة للآيس كريم في كتابه "La Sorcière Italienne" عام 1688.

في عام 1660، افتتح فرانشيسكو بروفوميو أول مقهى يقدم الآيس كريم لعامة الناس في باريس، مما جعل هذه الحلوى متاحة للجميع وليس فقط للنبلاء. كانت وصفته تتكون من الحليب، الكريمة، البيض، والسكر، مما يشبه إلى حد كبير الوصفات الحديثة.

انتشار الآيس كريم في العالم

مع الهجرة الأوروبية إلى أمريكا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، جلب المهاجرون معهم وصفات الآيس كريم إلى العالم الجديد. في الولايات المتحدة، أصبح الآيس كريم جزءًا من الثقافة الشعبية وأدى إلى تطوير العديد من النكهات والابتكارات.

خلال القرن التاسع عشر، تم اختراع أول آلة لصنع الآيس كريم، مما سهل عملية الإنتاج وجعل الآيس كريم متاحًا بشكل أكبر للناس. اليوم، يُعد الآيس كريم من أكثر الحلويات شهرة في العالم، ويتمتع به الناس من جميع الأعمار في جميع أنحاء العالم.

الخاتمة

من الصين القديمة إلى الرومان ثم العرب وأخيرًا إلى أوروبا وأمريكا، تطورت وصفة الآيس كريم عبر القرون لتصبح الحلوى التي نعرفها ونحبها اليوم. الآيس كريم ليس مجرد حلوى باردة؛ إنه تاريخ طويل من الابتكار الثقافي والطهي، يعكس حب الناس للإبداع والاستمتاع بالمذاقات اللذيذة.