يُعتبر البرتقال من الفواكه المحببة في اليابان بفضل نكهته المنعشة ورائحته العطرة. ليس فقط يتم تناول ثماره اللذيذة، بل تُستخدم قشوره أيضًا لإضفاء نكهة مميزة على الأطباق اليابانية التقليدية.

تلعب الحمضيات دورًا هامًا في الحياة اليومية اليابانية، حيث تُستخدم في الطهي، ومستحضرات التجميل، وحتى في الحمامات لتحسين تجربة الاسترخاء. في هذا المقال، سنتعرف على كيفية دمج البرتقال الياباني في نمط الحياة اليومي.

اليابانيون يعشقون البرتقال

1- حب البرتقال في اليابان:

تُعد الحمضيات من أكثر الفواكه المحبوبة في اليابان، حيث يتناولها اليابانيون بشغف خاصة في فصل الشتاء. يُعتبر الماندرين الياباني (سَاتسوما) أحد أكثر الأنواع شهرة وسهولة في التناول، إذ يمكن تقشيره وتناوله بسهولة. خلال فترة إيدو (1603-1868)، تجنب اليابانيون تناول البرتقال الخالي من البذور، حيث كان يُعتقد أنه يرمز لعدم الإنجاب. لكن منذ فترة ميجي (1868-1912)، أصبح البرتقال الخالي من البذور شائعًا بسبب سهولة تناوله، وتم إنتاجه بكميات كبيرة.

2- موسم البرتقال:

يختلف طعم الماندرين الياباني حسب موسم الحصاد. الماندرين الذي يُباع في فصل الخريف يميل إلى أن يكون حامضًا ومنعشًا، بينما يكون البرتقال الذي يُباع في فصل الشتاء حلوًا وغنيًا بالنكهة. خلال الشتاء البارد، يُفضل اليابانيون تناول الماندرين تحت "الكتاتسو"، وهو جهاز تدفئة تقليدي يتكون من طاولة مغطاة ببطانية. يُعد تناول البرتقال تحت الكتاتسو من التقاليد اليابانية المحببة، حيث يُضيف الدفء والنكهة إلى الأيام الباردة.

3- تأثير المناخ:

يُزرع الماندرين الياباني في مناخ دافئ ومستقر، مثل المناطق المحيطة ببحر سيتو الداخلي. تُعتبر هذه الظروف مثالية لزراعة البرتقال، مما يجعله ذو جودة عالية ومذاق مميز.

استخدام البرتقال في الطهي

1- النكهة والإضافات:

في المطبخ الياباني، تُستخدم الحمضيات كتوابل تُسمى "ياكومي" لإضافة نكهة مميزة إلى الأطباق. تُزين الأطباق اليابانية غالبًا بقشور اليوزو، وهو نوع من الحمضيات ذو رائحة عطرة ونكهة حامضة تُستخدم لإضفاء نكهة مميزة على الأطباق.

2- الصلصات والتوابل:

يُستخدم اليوزو في تحضير العديد من التوابل مثل "يوزو كوشو"، وهو مزيج من الفلفل الحار واليوزو يُضفي نكهة منعشة وحارة على الأطباق. تُستخدم هذه التوابل مع الساشيمي، والتيمبورا، وغيرها من الأطباق اليابانية التقليدية.

3- صلصة البونزو:

"بونزو" هو نوع آخر من الصلصات اليابانية التقليدية التي تُحضّر من عصير اليوزو أو الحمضيات الأخرى مع صلصة الصويا. تُضفي هذه الصلصة نكهة منعشة على الأطباق مثل شابو شابو والساشيمي.

الاستخدامات اليومية

1- الحمامات التقليدية:

تُضاف الحمضيات مثل اليوزو إلى الحمامات التقليدية في اليابان خلال فصل الشتاء، حيث يُعتقد أن لها فوائد صحية مثل تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر.

2- مستحضرات التجميل:

تُستخدم الحمضيات في صناعة العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة في اليابان بفضل خصائصها المضادة للأكسدة ورائحتها المنعشة.

الخلاصة

البرتقال الياباني ليس مجرد فاكهة لذيذة، بل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد اليابانية. من تناوله كوجبة خفيفة إلى استخدامه في الطهي والحمامات التقليدية، يلعب البرتقال دورًا هامًا في حياة اليابانيين اليومية. استمتعوا بالنكهة المنعشة والفوائد الصحية لهذه الفاكهة الرائعة!